الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة  العالمية 7/6/2017

سوريا في الصحافة  العالمية 7/6/2017

08.06.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
الصحافة الامريكية : http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/rojavas-future-four-models-explained http://www.dostor.org/1425144 http://www.alghad.com/articles/1655352-لا-يجب-السماح-بأن-تصبح-بريطانيا-منطقة-تجنيد-لـداعش http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/22245121/النزاع-على-ما-بعد-«داعش»-في-شرق-سورية
الصحافة التركية والروسية : http://www.all4syria.info/Archive/416835 http://idraksy.net/how-can-turkey-ensure-security/
الصحافة البريطانية : http://altagreer.com/تقسيم-سوريا-ما-بين-النفط-والغاز-والسلا/ http://www.elnashra.com/news/show/1109044/التايمز-هجمات-الغرب-ردا-على-هزائم-داعش-بسوريا-والع http://www.all4syria.info/Archive/416721 http://www.alghad.com/articles/1655332-حرب-الأيام-الستة-في-الخمسين
 
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :مستقبل "روج آفا": توضيحٌ لأربعة نماذج محتملة
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/rojavas-future-four-models-explained
سونر چاغاپتاي
متاح أيضاً في English
5 حزبران/يونيو 2017
مع اشتداد حدّة الحرب في سوريا، عمد نظام الأسد خلال شهر تموز/يوليو 2012 إلى الانسحاب بشكل كبير من المناطق ذات الغالبية الكردية في الشمال. ولملء الفراغ الناشئ هناك، سارع «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردستاني السوري وميليشيا "وحدات حماية الشعب" التابعة له لملء الفراغ وفرضا سيطرتهما على تلك المناطق وتسببا بتهميش الفصائل الكردية الأخرى. وفي نهاية المطاف أنشأوا منطقة الإدارة الكردية في شمال سوريا أو ما يعرف بـ"روج آفا"، وهي عبارة عن كيان مستقل ذاتي الحكم يمتد عبر معظم الحدود الشمالية. وحتى اليوم، لم تعترف أي حكومة أجنبية بـ"روج آفا" بينما تفتقر الأراضي التابعة لها إلى التجاور اللازم لإرساء حوكمة رشيدة وبقاء اقتصادي. ومع ذلك، يسعى «حزب الاتحاد الديمقراطي» إلى تعزيز استقلاليته الفعلية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما هي الاحتمالات التي تلوح في أفق "روج آفا"؟ يدرس التحليل الوارد أدناه العلاقات التي تربط المناطق الكردية مع الدول المجاورة لها ومع القوى العسكرية الرئيسية المتواجدة داخل سوريا، ويرسم أربعة سيناريوهات محتملة لمستقبل هذه المنطقة.
الحلفاء والخصوم
تعتبر الولايات المتحدة أن «وحدات حماية الشعب» هي حليف تكتيكي في وجه تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أن الأكراد يتمتعون أيضاً بعلاقات جيدة مع روسيا التي نشرت مؤخراً جنودها في منطقة عفرين الواقعة في أقصى الغرب من "روج آفا". وبينما يقتصر التعاون بين واشنطن و«وحدات حماية الشعب» على أماكن تواجد تنظيم «الدولة الإسلامية»، تبدو موسكو مهتمة بالدرجة الكبرى بوقوع "روج آفا" على مقربة من تركيا، مما يشير إلى نظرة روسية أكثر استراتيجيةً تجاه الأكراد باعتبارهم بطاقة مفيدة لروسيا ضد أنقرة.
وما يزيد الوضع تعقيداً هو أن «وحدات حماية الشعب» متفرّعة عن «حزب العمال الكردستاني»، وهو تنظيم مصنّف على لائحة الإرهاب الأمريكية ويحارب الحكومة التركية منذ عقود. لذلك، تعادي أنقرة "روج آفا" وتستهدف مواقع «وحدات حماية الشعب» هناك بضربات جوية منذ مدة غير بعيدة تعود إلى شهر نيسان/أبريل.
أما في العراق فتملك «حكومة إقليم كردستان» وفصيلها المهيمن، «الحزب الديمقراطي الكردستاني» نظرة عدائية مشابهة تجاه "روج آفا"، ويعزى ذلك أساساً لأن «وحدات حماية الشعب» اضطهدت الفصائل الكردية السورية الأخرى ومن بينها بعض الفصائل المقرّبة من «الحزب الديمقراطي الكردستاني». كما أن أكراد العراق مستاؤون من تجاوز «وحدات حماية الشعب» على أراضيهم؛ على سبيل المثال، أنشأت الجماعة مؤخراً «وحدات مقاومة سنجار» بين الأيزيديين المحليين في جبال سنجار العراقية، وهذه الوحدات مقرّبة من «حزب العمال الكردستاني». وجاء توطّد العلاقات المتنامي بين «الحزب الديمقراطي الكردستاني» وتركيا ليؤجج هذه المشاعر ويدفع التنظيم إلى تقييد حركة الناس والسلع من "روج آفا" وإليها.
وفي المقابل، ترحّب إيران بالروابط الأخيرة بين "روج آفا" والمناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الشيعية في العراق، إذ ترى في المنطقة الكردية السورية جزءاً من جسر برّي محتمل نحو «حزب الله» في جنوب لبنان. وفي الواقع أن الحكومة العراقية الحليفة لإيران تبدي الاستحسان نفسه إزاء "روج آفا" كما يتضح من التقارير التي تفيد بأن بغداد تكفّلت بدفع رواتب المقاتلين في «وحدات مقاومة سنجار». أضف إلى ذلك أن «حزب الحياة الحرة في كردستان»، الذي يعدّ فرعاً إيرانياً لـ «حزب العمال الكردستاني» قد أوقف أعماله العدائية ضد طهران منذ بلوغ الحرب في سوريا ذروتها، وفي ذلك إشارةٌ إضافية إلى تقارب مصالحهما.
أما بالنسبة لبشار الأسد، فتحافظ "روج آفا" على علاقات اقتصادية وطيدة مع المناطق السورية الخاضعة لسيطرة النظام، وقد سمحت للجيش السوري بمواصلة فرض سيطرته على مطار رئيسي يقع في قلب الأراضي التابعة لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي». وبالرغم من الفورات العرضية بين الحين والآخر، إلّا أنّ هذه الترتيبات تمنح الأكراد منفذاً حيوياً إلى العالم الخارجي. كما أن قوات الأسد لم تتقدم ضد "روج آفا" في أماكن أخرى؛ وفي الواقع، تدّعي جماعات المتمردين العرب السنّة أن عناصر «وحدات حماية الشعب» والنظام السوري قد تآمرا ضدهم.
ونظراً إلى تداخل المصالح المتضاربة والمتقاربة، من المرجح أن تتبع "روج آفا" إحدى أربعة مسارات في المستقبل، وقد تساهم واشنطن في تحديد أي من هذه السبل اعتماداً على أعمالها الخاصة.
نموذج ترانسنيستريا: تبعية روسية
هذا هو السيناريو الأجدر بالاعتبار لـ "روج آفا"، وهو يرسم وضعاً مشابهاً لوضعها الحالي. فترانسنيستريا المنشقّة عن مولدوفا هي منطقة لم تعترف بها أي دولة أجنبية ولكنها تتمتع بحماية قوية من موسكو، تشمل وجود القوات الروسية التي تمنح الكرملين نفوذاً على السياسة المولدوفية. وعلى النحو نفسه، تتمتع "روج آفا" بحماية قوية من الدول الخارجية القوية، وتؤمّن لموسكو النفوذ اللازم لزعزعة الاستقرار في تركيا.
بيد أن «حزب الاتحاد الديمقراطي» لن يرضى بنموذج ترانسنيستريا إلى أجلٍ غير مسمى. وقد يكون هذا الترتيب عملياً في الوقت الحالي، ولكنه ينمّ عن حالة نبذ في القوانين الدولية فضلاً عن التبعية لروسيا، في حين يطمح «حزب الاتحاد الدیمقراطي» إلى كسب دعمٍ أكبر واعتراف دولي شرعي باستقلالية "روج آفا".
نموذج كوسوفو: اعتراف جزئي
هذا هو السيناريو المثالي الذي تحلم به "روج آفا"، ولكنه أيضاً أقل منطقيةً. فقد انفصلت كوسوفو عن صربيا بفضل قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي عام 1999 أتاح للقوات الأمريكية والدولية التمركز داخل الأراضي الكوسوفية، ومهّد الطريق في نهاية المطاف لإعلان استقلال كوسوفو عام 2008. ومنذ ذلك الحين، نالت كوسوفو اعتراف 111 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة - مع استثناء ملفت هو روسيا.
غير أن تطبيق هذا النموذج على "روج آفا" يستوجب قطيعة تامة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والولايات المتحدة التي يُعتبر صوتها ضرورياً في أي قرار يصدر عن مجلس الأمن بهذا الشأن. ويقيناً، أن إمكانية حصول مثل هذا الانفصال أصبحت اليوم أكبر من أي وقت مضى بسبب العداء المتزايد الذي تظهره قاعدة أردوغان تجاه الولايات المتحدة. ولكنها لا تزال تبدو مستبعدة لأن أردوغان بحاجة إلى علاقات أمنية مع واشنطن من أجل التصدي لروسيا.
وفي كافة الأحوال، من الممكن أن تتعرض العلاقات الأمريكية التركية لتحديات إضافية بعد تحرير "عاصمة" تنظيم «الدولة الإسلامية»، الرقة في سوريا. وتشمل نقاط الانفجار المحتملة رفض «وحدات حماية الشعب» إعادة الأسلحة الثقيلة التي زوّدتها بها الولايات المتحدة بعد انتهاء تلك الحملة. ويُحتمل أيضاً أن يقرر الأكراد تهميش الزعماء العرب المحليين في الرقة، بدلاً من تسليم المدينة إلى الشخصيات المقرّبة من «وحدات حماية الشعب» أو الأسد - وكلتا النتيجتين غير مرغوب بها بالنسبة لأنقرة. وفي إطار هذا السيناريو، قد يجد أردوغان نفسه مغلوباً أمام نفس القوات المناهضة للولايات المتحدة التي أطلق لها العنان داخل المجتمع التركي، مع احتمال أن تضغط عليه مختلف الأطراف الإسلامية وتلك المعادية للأكراد، مما قد يدفعه الأمر إلى تقليص نطاق العلاقات مع واشنطن.
وحتى إذا تمكّنت "روج آفا" من التغلب على جميع هذه التحديات، ستبقى بحاجة إلى دعم خارجي كبير للوصول إلى وضع مشابه لذلك القائم في كوسوفو، ويتضمن ذلك قراراً واحداً على الأقل من مجلس الأمن ومجتمعاً دولياً ناشطاً يناصر قضية "روج آفا" في سوريا، إلى جانب قوات أجنبية لحمايتها من تركيا. بيد أن اكتساب الدعم الروسي لهذا النموذج داخل الأمم المتحدة ينطوي على صعوبة خاصة لأن نظام الأسد لا يزال يسعى إلى استعادة أكبر قدر ممكن من البلاد. ومن غير المحتمل أن تفضّل موسكو الأكراد على دمشق إذا ما رفض الأسد منح المناطق الشمالية استقلالية تامة.
نموذج «حكومة إقليم كردستان»: حماية تركية
يكاد هذا النموذج أن يذهب في الاتجاه المعاكس لمسار كوسوفو، على الأقل من حيث خدمة مصالح أنقرة بدلاً من الإضرار بها. فقد عززت «حكومة إقليم كردستان» استقلاليتها عن الحكومة المركزية منذ حرب العراق، بينما أقام «الحزب الديمقراطي الكردستاني» روابط جيدة مع أنقرة كقوة موازنة في وجه بغداد. وعلى الرغم من القتال الدائر اليوم بين تركيا والمنظمة الأم لـ «حزب الاتحاد الديمقراطي» ، أي «حزب العمال الكردستاني»، إلا أنه ينبغي أن نتذكر أنهما كانا يعقدان محادثات سلام موضوعية منذ فترة غير بعيدة تعود إلى عام 2015، وأن وفود «حزب الاتحاد الديمقراطي» كانت تقوم بزيارات منتظمة إلى أنقرة. ولذلك فإن استئناف هذه المحادثات سيعيد تطبيع العلاقات بين تركيا وأكراد سوريا بشكلٍ تلقائي، لتأتي فرص الاستثمار التي توفرها "روج آفا" للشركات التركية لتزيد من حسنات هذه الصفقة.
إلا أن تطبيق نموذج «حكومة إقليم كردستان» يتطلب إنهاء القتال بين تركيا و «حزب العمال الكردستاني»، في الوقت الذي يبدو فيه الطرفان ملتزمان حالياً بالانتصار العسكري. ويستمد «حزب العمال الكردستاني» تحفيزه من نجاح «وحدات حماية الشعب» في الاستحواذ على أراضٍ سورية وإقامة روابط مع روسيا والولايات المتحدة في وقت واحد، ولذلك يبدو غير مهتم باستئناف المحادثات مع أنقرة. وبالمثل، يستعد أردوغان بالفعل للانتخابات البرلمانية المرتقبة في عام 2019 من خلال السعي إلى تعزيز شعبية حزبه لدى الناخبين القوميين الأتراك، الذين يفضل معظمهم على الأرجح هزيمة «حزب العمال الكردستاني» في ساحة المعركة على الجلوس معه إلى طاولة المفاوضات.
ومن هذا المنطلق، لا يبدو نموذج «حكومة إقليم كردستان» معقولاً على المدى القريب، على الرغم من أنه ربما يكون أفضل نتيجة ممكنة بالنسبة للولايات المتحدة. ومن المرجّح ألا يتجسد هذا النموذج على أرض الواقع إلا بعد أن يضمن أردوغان فوزه في الانتخابات المرتقبة في غضون عامين، وبعد أن ينخفض ​​إلى حد ما العداء التركي العميق تجاه «حزب العمال الكردستاني». وفي غضون ذلك، من شأن تحرير الرقة المفترض بقيادة «وحدات حماية الشعب» أن يزيد من عزم «حزب العمال الكردستاني» على مواصلة القتال في تركيا.
نموذج الجزائر لعام 1975: إعادة دمج قسرية
في اتفاقية السلام الموقعة بين بغداد والأكراد عام 1970، وافق صدام حسين بعد الضغوط التي تعرض لها على منح الأكراد حكماً ذاتياً وافراً، وقد احترم ذاك الاتفاق نوعاً ما لبضع سنوات بينما عزز مكانته في العراق في مرحلة ما بعد الانقلاب. ولكن في عام 1975 أنهى العراق وإيران خلافاتهما الحدودية ووقّعا على "اتفاقية الجزائر"، ، مما دفع طهران إلى وقف دعمها للجماعات الكردية العراقية. وسرعان ما عمل صدام على إنهاء الحكم الذاتي الكردي بالقوة متسبباً بحملة قمع قاسية، وإبادة جماعية في نهاية المطاف.
تشير هذه السابقة المرتكبة من قبل نظام بعثي حليف إلى أن الأسد قد يتقبّل الحكم الذاتي لـ "روج آفا" طالما أنه ضعيف، ولكن سيسعى بعد ذلك لإنهائه حالما يستطيع، وذلك تمشياً مع تعهده المتكرر بإعادة بسط سيطرته على كافة الأراضي السورية. وإذا حدث ذلك، سيجد يد العون ممدودة له من تركيا التي دعته إلى التنحي مراراً وتكراراً منذ اندلاع الحرب ولكنها أكثر انشغالاً بالتصدي لكل من «وحدات حماية الشعب» و «حزب العمال الكردستاني». حتى أن طهران نفسها قد تعطي بركتها للنظام وتشجعه على استعادة "روج آفا" نظراً لتخوفاتها الخاصة من تنامي القومية الكردية داخل إيران، حيث ازداد الأكراد المحليون تمرّداً بالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الحياة الحرة في كردستان». ومن الممكن أن تعطي موسكو أيضاً موافقتها إذا ما رأت أن توثيق علاقتها مع الأسد أكثر أهمية من علاقاتها التاريخية مع كل من «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «حزب العمال الكردستاني».
ومن المرجح أن تكون السياسية الأمريكية لمعارضة مثل هذه الاستراتيجية محدودة. وفي هذه الحالة، ستكون المحصلة النهائية تفسير الأسد وإيران وروسيا لسقوط "روج آفا" كانتصار على أمريكا، والمجاهرة بأنهم هزموا جميع الذين تلقوا المساعدات الأمريكية، ومن بينهم «حزب الاتحاد الديمقراطي» و «وحدات حماية الشعب».
 سونر چاغاپتاي هو زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، ومؤلف الكتاب الجديد: "السلطان الجديد: أردوغان وأزمة تركيا الحديثة".
========================
«نيويورك تايمز» تجيب: كيف مولت قطر الإرهاب فى سوريا والعراق؟
 
http://www.dostor.org/1425144
 
رصدت عدة صحف عالمية أسبابًا جديدة لقطع العلاقات الدبلوماسية بين عدة دول عربية وقطر، وإغلاق المنافذ البرية والجوية والبحرية، وحصار الأخيرة لتصبح دولة حبيسة معزولة دوليًا، مرجعين لذلك إلى سياساتها الخاطئة والمزدوجة وذات الوجهين.
وأرجعت صحيفة نيويورك تايمز، القرار العربى، إلى أن قطر اتخذت دورًا هامًا من وراء الستار مع إيران فى الحرب السورية، وتوسطت مرارًا وتكرارًا فى تبادل الرهائن وتبادل الأسرى، ودفعت ملايين الدولارات إلى الجماعات الإرهابية والمتشددين في العديد من الصفقات.
وأضافت الصحيفة، فى تقرير نشر على موقعها الإلكترونى، اليوم الثلاثاء، أن أبرز وأحدث هذه الصفقات جاء فى أبريل الماضى، عندما دفعت قطر فدية ضخمة لتحرير 26 قطرًيا كانوا في حفلة صيد صقور، من بينهم أفراد من العائلة المالكة القطرية، الذين احتجزتهم الميليشيات المدعومة من إيران فى العراق كرهائن.
ونقل كاتب التقرير عن مسئولين أمنيين أن: «قطر دفعت ملايين الدولارات فى صفقات تبادل رهائن تبلغ قيمتها حوالى 1.35 مليار دولار، ذهب معظمها إلى قادة الميليشيات الموالية لإيران، وأيضا عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابى».
 وتابع: «كما تم دفع حوالى 700 مليون دولار إلى ميليشيات إيرانية وعناصر من حزب الله لتحرير الرهائن، و300 مليون دولار آخرين إلى جماعات متشددة لها علاقة بتنظيم القاعدة الإرهابى، وجماعة فتح الشام، وحوالى 80 مليون دولار لجماعة أحرار الشام، للإفراج عن حوالى 50 من العناصر المسلحة الشيعية، فضلاً عن تكلفة عمليات ترحيل الرهائن التي وصلت إلى 140 مليون دولار» حسب التقرير.
وأكد التقرير أن إيران اختلقت أزمة الرهائن القطريين، حتى تتدخل الأخيرة لإنقاذ رعاياها وأفراد من الأسرة الحاكمة في العراق، فتشترط إيران أن تتدخل قطر بالمقابل لدى تنظيم القاعدة وجماعة فتح الشام للإفراج عن عناصر من الميليشيات المسلحة لديه، وتتكفل بالفدية فى تلك الصفقة المتبادلة.
فى السياق نفسه، استطردت الصحيفة أن السبب الثانى لقطع العلاقات مع قطر هو تمويل اتفاق المدن الأربع فى سوريا، وتفاوضها مع إيران وحزب الله، حيث تم نقل المدنيين المحاصرين تحت الحصار من قبل القوات الحكومية أو من قبل قوات المعارضة والتنظيمات الإرهابية إلى مناطق أخرى، وقد تعرضوا لانتقادات من قبل دبلوماسيين وسياسيين ووصفوها كعمليات نزوح قسرية.
========================
كاونتربنتش :لا يجب السماح بأن تصبح بريطانيا منطقة تجنيد لـ"داعش"
 
http://www.alghad.com/articles/1655352-لا-يجب-السماح-بأن-تصبح-بريطانيا-منطقة-تجنيد-لـداعش
 
باتريك كوبيرن - (كاونتربنتش) 30/5/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
تشكل المجزرة التي ارتكبت في مانشستر مؤخراً تطوراً مرعباً ولد من رحم العنف المستعر في منطقة شاسعة، تمتد من باكستان إلى نيجيريا، ومن سورية إلى جنوب السودان. ومع أن بريطانيا تقف على المحيط الخارجي لهذا المرجل من الحرب، فإنه سيكون من المفاجئ أن لا تصيبنا شرارات تُرمى علينا من هذه الصراعات الوحشية. ما تزال هذه الصراعات تتواصل منذ وقت طويل بحيث أصبحت تغطيتها نادرة، بينما يتصرف بقية العالم وكأن وجود الحرب الدائمة هو الوضع الطبيعي في ليبيا والصومال وسورية والعراق واليمن وجنوب السودان وشمال شرق نيجيريا وأفغانستان.
من المحتم في أعقاب مجزرة مانشستر أن ينصب الانتباه الشعبي في بريطانيا على الظروف التي أحاطت بحادثة القتل الجماعي، وفيما يمكن عمله لمنع تكرار هذه التجربة مرة أخرى. لكن التفسيرات التي أعطيت لما حدث والخطط الرامية إلى تعقب وتحييد رقم صغير جداً من المتشددين السلفيين الجهاديين في المملكة المتحدة، سوف تفتقر دائماً إلى الواقعية ما لم تكن مصممة ومنفذة طبقاً لفهم واسع للسياق الذي تقع فيه الأحداث.
من الضروري عند هذه النقطة التأكيد مرة أخرى أن التفسير ليس هو التبرير. بل على العكس، إنه اعتراف بأنها ليست هناك أي معركة -وبالتأكيد ليست المعركة لهزيمة تنظيمي القاعدة و"داعش"- والتي يمكن أن يتم خوضها وكسبها من دون معرفة المكونات السياسية والدينية والعسكرية التي تجتمع معاً لتنتج سلمان العبيدي وشبكة العمل السلفية الجهادية التي حوله.
غالباً ما تساء تغطية العنف الفوضوي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وغالباً ما لا يتم التطرق إليه في الإعلام الغربي أبداً. وقد  أصبح سفك دماء المدنيين في بغداد ومقاديشو يبدو طبيعياً وحتمياً مثل الأعاصير في الكاريبي وانهيار الكتل الثلجة الضخمة في الهملايا. فقبل أسبوعين، على سبيل المثال، قتل هجوم شنته إحدى الميليشيات العاملة في العاصمة الليبية طرابلس 28 شخصاً وجرح 130 آخرين على الأقل. وهذا العدد أكبر من عدد الذين قتلوا في مانشستر، ولكن كان هناك القليل جداً من التغطية الغربية للحدث. وتجدر ملاحظة أن أمراء الحرب الليبيين، الذين يدفعون لمقاتليهم من العائدات النفطية المتلاشية للبلد، هم مجرمون بالكامل ومنخرطون بقوة في عمليات الابتزاز، بدءاً من الخطف إلى إرسال مهاجرين من جنوب الصحراء الأفريقية إلى البحر في قوارب الغرق. لكن نشاطاتهم تلقى التجاهل عموماً وكأنهم ينشطون على سطح كوكب آخر.
كانت بريطانيا قد لعبت دوراً مركزياً في الإطاحة بمعمر القذافي في العام 2011 من دون توقع أنه لن يبقى شيء هناك سوى أمراء الحرب ليحلوا محل نظامه. وكنت في بنغازي وطرابلس في ذلك الوقت، واستطعت رؤية أن عصابات الثوار الممولة من جانب دول الخليج النفطية، والتي انتصرت بفضل الضربات الجوية لقوات "الناتو" لم تكن قادرة على ملء الفراغ. وكان من الواضح أيضاً في مرحلة مبكرة أن من بين أولئك المستفيدين من هذا الفراغ تنظيم القاعدة وما يتفرع عنه.
ولكن، منذ يوم الاثنين الماضي فقط شرع الناس في بريطانيا في إدراك أن ما حدث في ليبيا في العام 2011 يؤثر بشكل كبير على حياتهم في بريطانيا اليوم.
لم يكن الليبيون البريطانيون والمنفيون الليبيون، الذين رفعت عنهم "أوامر المراقبة" وأعيدت إليهم جوازات سفرهم من جانب جهاز "أم أي 5" بحيث يسطيعون العودة وقتال القذافي، لم يكونوا ليعودوا مواطنين صالحين أبداً بعد سقوطه. وتماماً مثلما لا يمكن إنكار الصلة بين مرتكبي هجمات 11/9 وبين الدعم الأميركي والخليجي للجهاديين الذين كانوا يقاتلون السوفيات في أفغانستان في الثمانينيات، ففكذلك أيضاً هي الصلة بين تفجير مانشستر وبين استخدام الحكومة البريطانية للجهاديين السلفيين من المملكة المتحدة للتخلص من القذافي.
تتظاهر الحكومة البريطانية بأن أي شخص يطرح هذه الفكرة الواضحة إنما يسعى إلى التقليل من مسؤولية قتلة 11/9 وهجوم مانشستر. وكان رد المحافظين على التصريح العقلاني لجيريمي كوربين عن وجود صلة واضحة بين السياسة الخارجية البريطانية التي سعت إلى تغيير النظام في العراق وسورية وليبيا وبين تمكين تنظيمي القاعدة و"داعش" في هذه الأماكن، كان ردهم رافضاً وديماغوجياً. وللسم والهستيريا اللذين اتهم من خلالهما السيد كوربين بالسماح للمفجرين بالإفلات أخلاقياً الكثير من الصلة بالانتخابات العامة، لكنهما قد توحيان أيضاً بشك مخفي جيداً بأن ما يقوله صحيح.
يشكل تفجير مانشستر جزءاً من إرث التدخلات العسكرية البريطانية في الخارج، ولكن هل يكون هذا التاريخ مفيداً في منع هذه الكوارث من نوع تفجير مانشستر من الحدوث مرة أخرى؟ سيكون تحليل هذه الأخطاء السابقة مهماً لإيضاح حقيقة أن من المستحيل محاربة الإرهابيين وإلحاق الهزيمة بهم طالما أنهم يتمتعون بملاذات آمنة في بلدان لا توجد فيها حكومات أو سلطة مركزية. ويجب عمل كل شيء لملء هذه الفراغات، وهو ما يعني أن التصدي للإرهاب يتطلب انتهاج سياسة خارجية معقلة مكرسة لتلك الغاية.
ليس من قبيل الدعاية للرئيس السوري بشار الأسد القول بأن أي تقييم مستنير لميزان القوى في سورية منذ العام 2012 وصاعداً -والحلفاء الأجانب الأقوياء الداعمين لكل جانب- أظهر أن من المرجح أن يمكث الأسد في السلطة. وكان صب الوقود على نار الحرب مع التوقع أنه سيذهب عملية غير عقلانية عملت كثيراً لصالح تنظيمي القاعدة و"داعش" وأولئك الذين ربما يستهدفون بريطانيا.
إن القضاء على الملاذات الآمنة للمفجرين هو شيء ضروري إذا ما أريدت إزالة التهديد بمزيد من الهجمات. ولن تكون الإجراءات الأمنية في داخل بريطانيا كافية أبداً لأن أهداف القاعدة و"داعش" هي الشعب البرطاني برمته. ولا تمكن حمايتهم كلهم، خاصة وأن الوسائل المستخدمة في قتلهم قد تكون سيارة أو سكين مطبخ. وبهذا المنطق، سيستطيع المنفذ المرور دائماً، ولو أن من الممكن جعل قيامه بذلك أكثر صعوبة عليه/ أو عليها.
الأخبار الأفضل هي أن عدد شبكات الجهاديين السلفيين ربما تكون صغيرة جداً، مع أن "داعش" والقاعدة يريدان تكوين الانطباع بأن مجساتهما موجودة في كل مكان. وغني عن البيان أن هدف الإرهاب هو، بعد كل شيء، إشاعة الخوف. وتشير التجربة في أوروبا على مدار الأعوام الثلاثة الماضية إلى أن عدد الخلايا محدود، لكن من الممكن إرسال الجهاديين الملتزمين من ليبيا أو العراق أو سورية عبر تفعيل وتنظيم متعاطفين محليين لارتكاب الفظائع.
ثمة هدف آخر للإرهاب هو التسبب في إثارة رد فعل مفرط، وفي هذه الحالة تتم ملاحقة أو معاقبة كل المسلمين في بريطانيا. والمصيدة هنا هي أن تصبح الدولة ضابط التجنيد لكل التنظيمات التي تحاول كبحها، وربما يفعل برنامج "المنع" هذا فقط. كما أن مثل هذا النهج يأتي بنتائج عكسية لأنه يجعل الكثيرين من الناس موضع اشتباه بحيث تكون هناك القليل جداً من الموارد للتركيز على العدد الأصغر بكثير من الناس الخطيرين فعلاً.
سوف تفضي الفظاعات مثل هجوم مانشستر حتماً إلى احتكاك بين المسلمين وغير المسلمين. وإذا وقعت المزيد من الهجمات، سوف تزداد مشاعر الغضب الطائفية والإثنية. وقد يكون للاستخفاف بالدافع الديني والقول إن القتلة "لا يمتون بصلة للإسلام الحقيقي" نوايا حميدة، لكنها تنطوي على عيب بكونها غير صحيحة بوضوح. لقد كان كل القتلة متشددين دينيين مسلمين.
قد يكون من المفيد أكثر قول أن معتقداتهم العنيفة تستقي جذورها من مذهب إسلامي متشدد واحد تعتنقه قلة جداً من سكان العالم الإسلامي. ويجب أن لا يكون هناك شيء غامض إزاء السبب والأثر اللذين أفضيا إلى تفجير مانشستر. ومع ذلك، فقد ارتكبت بريطانيا نفس الأخطاء في العراق في العام 2003، وفي أفغانستان في 2006، وفي ليبيا في 2011، وهي ترتكبها في سورية في الفترة نفسها.
 
========================
فورين افيرز :النزاع على ما بعد «داعش» في شرق سورية
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/22245121/النزاع-على-ما-بعد-«داعش»-في-شرق-سورية
 
أندرو جي. تابلر
 
بدأ شد الحبال على من سيحكم شرق سورية بعد «داعش». وفي 18 أيار (مايو)، دمرت أميركا موكباً عسكرياً متحالفاً مع الرئيس السوري بشار الأسد، إثر تجاهله تحذيرات من التقدم نحو التنف، وهي قاعدة عمليات خاصة أميركية وبريطانية على الحدود السورية – الأردنية. والقاعدة هذه يشملها اتفاق مبرم في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 بين أميركا وروسيا لخفض احتمالات الصدام بين القوات التي تدعمانها في سورية. والحادثة هذه وقعت بعد أيام على إعلان قاعدة حميميم الروسية أن قواتها الجوية ومستشارين إيرانيين عسكريين سيدعمون سعي قوات الأسد الى التقدم في الشرق، لتطهير الطريق بين دمشق وبغداد والحؤول دون تشكيل منطقة عازلة تدعمها أميركا في شرق سورية. وكل هذه الحوادث حصلت، إثر إعلان واشنطن في التاسع من الشهر الماضي، أنها ستزود الفصائل الكردية في «قوات سورية الديموقراطية» بأسلحة ثقيلة لمساعدتها على السيطرة على عاصمة «داعش»، الرقة.
وهذه الخطوات تعلن أنها ترمي الى محاربة «داعش» فحسب، لكن اللاعبين المختلفين في سورية يعدون لما بعد «داعش»، وعين كل منهم على مكامن ضعف الآخر. واتفاق الحؤول دون الصدام الروسي – الأميركي سيُمتحن قريباً، ويرجح أن تزيد احتمالات الصدام. واليوم، يتعاظم خطر وقوع مواجهة أميركية عسكرية مباشرة ليس مع قوات الأسد فحسب، بل مع داعميه الإيرانيين والروس. والحؤول دون إفلات مثل هذه المواجهة من عقال السيطرة يقتضي اتفاق واشنطن وموسكو على إحداثيات منطقة «تخفيف التصعيد» أو التهدئة في جنوب سورية للتركيز على داعش واحتواء طموح إيران الى جسر بري عبر سورية الى المتوسط. لكن مسار الأمور يشير الى أن مثل هذا الاتفاق مستبعد في القريب العاجل.
وتشير تقارير إعلامية الى أن ضربة 18 أيار الأميركية على قوات موالية للأسد، وقعت إثر رفض هذه القوات وميليشيات شيعية العودة على أعقابها بعد طلقات أميركية تحذيرية. وكانت القاعدة الروسية في حميميم، وجهت في الأيام السابقة، رسائل عدوانية وأعلنت التزام التعاون مع إيران. وذهبت برقية صادرة عن القاعدة هذه، الى أن قرار روسيا وإيران تشجيع القوات الحكومية على التقدم نحو الشرق، يأتي بعد خطوتين أميركيتين بارزتين:1) الضربة الصاروخية على قوات الأسد في نيسان (أبريل) نتيجة «لضربة غاز السارين المزعومة» – وهذه الضربة تنتهك القانون الدولي والاتفاق الروسي – الأميركي في 2013 لنزع ترسانة الأسلحة السورية الكيماوية. و2) قرار واشنطن زيادة دعم القوات الكردية، على رأسها «قوات سورية الديموقراطية» لتحرير الرقة.
والحق يقال أن الضربتين هاتين علامتان على زيادة المشاركة الأميركية في الحرب السورية. والخطة الأميركية لقتال داعش في سورية أُعدت في عهد الإدارة الأميركية السابقة، وتستند الى دعم وحدات «حماية الشعب» الكردية، وهي الذراع المسلح لحزب «الاتحاد الديموقراطي»، الفرع السوري من «العمال الكردستاني» المدرج على لوائح الإرهاب الأميركية، والعدو اللدود لتركيا. ولجبه هذه المعضلة، أنشأت أميركا منظمة «قوات سورية الديموقراطية» وشجعت جماعات غير كردية على المشاركة مع الأكراد في محاربة داعش في شرق سورية ووادي الفرات. وأملت واشنطن بأن يدعم السنّة العرب، وهم غالبية السكان في شرق سورية وفي وادي الفرات على وجه التحديد، القوات هذه. ووادي الفرات هو مركز داعش وقبلها كان معقل «القاعدة»، والسيطرة عليه هي مفتاح هزيمة التنظيم الإرهابي. والأهم من الهزيمة هذه، الحؤول دون عودة التنظيم أقوى مما كان في المستقبل. وعلى المستوى العسكري، أحرزت الخطة نجاحاً. فـ»قوات سورية الديموقراطية» قلصت رقعة سيطرة داعش، وطوّقت الرقة، وحازت إعجاب المستشارين الأميركيين. لكن على المستوى السياسي، هيمنة الأكراد على «قوات سورية الديموقراطية» على حالها، على رغم التحاق بعض المقاتلين العرب بها. لكن معظم هؤلاء هم من المسيحيين العرب أو أقليات أخرى أو من أبناء القبائل الرحل البدوية السنّية التي تنافس القبائل المستقرة في وادي الفرات. وما لم تقنع واشنطن «وحدات حماية الشعب» بالتراجع عن هيمنتها على «قوات سورية الديموقراطية» والمشاركة في السلطة مع القبائل المستقرة، لن يسع الأكراد الإمساك بالرقة ووادي الفرات وقتاً طويلاً.
ويدرك كل من روسيا وإيران أن قدرة «قوات سورية الديموقراطية» على الإمساك بالأرض محدودة، ويرى أن انهيار داعش في شرق سورية هو فرصة سانحة أمام قوات الأسد لاستعادة الأراضي. وفي الأشهر الأخيرة، دعمت طهران وموسكو مساعي الفيلق الخامس، وهو مزيج من ميليشيات موالية للأسد، للتقدم الى الشرق من حلب الى منبج في شمال وسط سورية - لقطع منطقة تركيا العازلة في شمال حلب - ونحو الجنوب والشرق على طول الضفة الغربية من نهر الفرات في اتجاه الرقة. وهذه الخطوة تمنح روسيا عدداً من الخيارات، منها تقديم النظام السوري للسنّة العرب في وادي الفرات على أنه بديل ناجع عن «قوات سورية الديموقراطية»، من جهة، ودعم «وحدات حماية الشعب» في حال عززت واشنطن تعاونها مع تركيا، من جهة أخرى. وهذه الخطوة المزدوجة هي السبيل أمام موسكو الى إفساد الخطط الأميركية في المنطقة.
ولا شك في أن الخطة الروسية – الإيرانية طموحة، لكن يشوبها عيب خطير: نقص عديد قوات الأسد يحول دون استعادة أي منطقة من دون أن تنكشف القوات هذه في مناطق أخرى. ومع تقدم الفيلق الخامس نحو الشرق في الأشهر القليلة الماضية، سرعان ما بدأت الحكومة تخسر في شمال حماه، وصارت تخشى خسارة هذه المدينة (حماه). وعلى رغم أن الأسد توسل مراراً بغاز الكلورين منذ اتفاق 2013، إلا أنه لم يستخدم غاز السارين القاتل (في خان شيخون) إلا بعد خسائره الأخيرة. وأدى استخدام السارين الى ضربة أميركية على قاعدة الشعيرات الجوية التي دمرت نحو خمس السلاح الجوي السوري، ووجهت رسالة مفادها أن واشنطن لن تسمح لنظام الأسد بأن يتوسل بالغاز القاتل للخروج من النزاع بمساعدة روسية وإيرانية.
وإثر إدراكهما أن النظام لا يملك موارد القتال على جبهات كثيرة، اقترحت موسكو وطهران، في مطلع أيار (مايو)، إنشاء مناطق «تخفيف التصعيد» أو مناطق النظام مقابل «ضمان» روسيا وإيران وقف إطلاق النار. وهذا الإجراء يسمح لروسيا وإيران بقبول تقسيم سورية من دون التنازل عن مناطق لدول الجوار، الأردن وتركيا تحديداً. وترى واشنطن أن منطقة شرق غربي سورية، وهي تشمل درعا والمنطقة المتاخمة لمرتفعات الجولان - هي أكثر المناطق المناسبة «لتخفيف التصعيد». ففي هذه المنطقة، المعارضة المسلحة أكثر اعتدالاً والمرابطة الإيرانية هناك صغيرة وقدرتها محدودة لإفساد المتفق عليه. وفرص نجاح اتفاق تخفيف تصعيد تدعمه واشنطن وموسكو في هذه المنطقة، كبيرة. وتأمين منطقة الجنوب لا يحمي الأردن وإسرائيل من «الجهاديين» ونظام الأسد فحسب. فهذه المنطقة قد تكون منطلق العمليات ضد داعش والتحرك نحو الشرق الى وادي الفرات. وفي وسع القوات العربية في الجنوب السوري التي يدعمها الأردن أن تكون بديلاً عن «قوات سورية الديموقراطية» أو مكملة لها.
ويشير إعلان روسيا عن عمليات مشتركة مع إيران لمساعدة الأسد على التقدم نحو الفرات، الى عزم موسكو دعم طهران لإنشاء ممر بري من إيران يعبر العراق وسورية ومناطق سيطرة «حزب الله» في لبنان، ويوفر جسراً برياً للسلاح الثقيل (الإيراني) الى سورية ولبنان. لكن هذه المساعي لا تساهم في ثني دول المنطقة عن دعم المعارضة، بل تؤجج النزاع. وقد تحمل المساعي هذه، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب على الرد، فإدارته تسعى الى احتواء الطموحات الإيرانية التوسعية الى خارج دوائر نفوذها التقليدي والى شرق سورية. ولم تتضح بَعد نتيجة تقدم النظام نحو الشرق. وفي الأيام الأخيرة، انتزعت قوات موالية للنظام وميليشيات شيعية ترفع أعلام روسية، أراضي من داعش في البادية، شرق دمشق في جنوب سورية. لكن السيطرة على مناطق أقرب الى الفرات والإمساك بها يقتضيان عديد قوات أكبر، ويمتحنان رغبة الروس والإيرانيين في التصعيد. وحري بواشنطن أن تترك النظام يتمدد نحو وادي الفرات في انتظار أن تتوقف عجلة قواته عن الدوران. وتقتضي هذه الخطوة التزام اتفاق الحؤول دون الصدام - وهذا الاتفاق أميركي - روسي - لحماية التنف في وقت تواصل أميركا تعزيز مواقع المعارضة - وشطر راجح منها من العرب السنّة - في المنطقة. وتشير مصادر سورية وروسية الى أن الأسد يسعى الى السيطرة على دير الزور. ويتسنى لواشنطن في الأثناء تعزيز قوات المعارضة في الجنوب في اتجاه البوكمال على الحدود العراقية.
 
 
* باحث، صاحب «في عرين الأسد: إفادة شاهد من واشنطن على المعركة مع سورية»، عن «فورين أفيرز» الأميركية، 3/6/2017، إعداد منال نحاس
========================
 
الصحافة التركية والروسية :
 
من الصحافة التركية: هل تسمعون قرع طبول حرب المتنازعين على تركة داعش؟
 
http://www.all4syria.info/Archive/416835
 
كلنا شركاء: برهان الدين دوران – صحيفة صباح – ترجمة ترك برس
أظهر تنظيم داعش أنه يمتلك مساحة كبيرة للحركة من خلال تفجيري مانشتسر وكابول، إلى جانب استمرار نزيف الأراضي الذي يعيشه في سوريا والعراق مع مرور كل يوم. وأصبح من الواضح أنه سيُطرد من الأراضي التي أعلن عليها قيام خلافته. ومع ذلك فهم يحاول إطالة عمره بالاستفادة من الصراع بين المتنافسين على الحلول مكانه.
وفي هذا السياق، أدلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتصريحات في غاية الأهمية حول حصول اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وداعش. وقال لافروف إن طائرات روسية قصفت مواكب مقاتلي داعش وهم متجهون إلى تدمر عبر ممر فتحته لهم قوات حماية الشعب.
تسعى قوات حماية الشعب للسيطرة على الرقة بكلفة أقل. أما داعش فهو يريد نقل مقاتليه إلى الجنوب نحو حماة وحمص. من جانبها تتقدم قوات النظام نحو دير الزور بعد سيطرتها على مرتفعات قرب تدمر. وروسيا قصفت مقاتلي داعش المتجهين نحو الجنوب كي لا يثيروا المتاعب لقوات النظام.
على جبهة روسيا- الأسد، يعتزم الطرفان الالتقاء مع قوات الحشد الشعبي العراقي، المدعوم إيرانيًّا، على الحدود السورية بعد وصولها إليها. والمتحدث باسم الحشد كريم النوري قال، يوم الاثنين، إن قواتهم وصلت الحدود السورية وأنها مستعدة لقتال داعش إلى جانب النظام.
وبما أن الولايات المتحدة قصفت موكبًا لقوات النظام في التنف يوم 18 مايو/ أيار الماضي وأظهرت أنها ستحمي قوات المعارضة على الحدود الأردنية، لم يبقَ أمام النظام إلا التقدم في مسار دير الزور. وبهذا فإن الوطيس بدأ يحمى على الحدود السورية العراقية على الطريق إلى عمليتي الموصل والرقة، بين اللاعبين الأصليين (الولايات المتحدة، روسيا، إيران)، وعلى الجانب الآخر بين وكلائهم أيضًا (وحدات حماية الشعب، نظام الأسد، الحشد الشعبي).
لنتذكر، كان هدف استراتيجية مكافحة داعش إسقاط الموصل والرقة من جهة، وقطع الارتباط بين سوريا والعراق من جهة أخرى. ومع الاقتراب من تحقيق هذا الهدف بدأ الصراع يتزايد بين القوى المتنافسة من أجل السيطرة على دير الزور. فالتقاء قوات النظام، التي تسيطر على مركز دير الزور مع الحشد الشعبي العراقي، سيعني إتمام إيران تشكيلها الهلال الشيعي. ومن المعلوم أن ذلك سيزعج الولايات المتحدة، التي أعلنت أنها ستعزل وتطوق إيران.
إنشاء إيران الهلال الشيعي في العراق وسوريا ولبنان سيناريو يخيف إسرائيل ودول الخليج على حد سواء. ولهذا فإن مصير دير الزور لا يعني داعش فقط على أنها آخر معقل له، بل جميع القوى المتدخلة في الحرب السورية (الولايات المتحدة، روسيا، إيران، تركيا).
وقد تلجأ الولايات المتحدة إلى استخدام إحدى الأدوات التي تملكها، وهي حزب العمال الكردستاني، من أجل عرقلة إقامة الهلال الشيعي. وهناك تقارير تقول إن واشنطن حركّت “بيجاك”، ذراع حزب العمال في إيران، ضد الأخيرة. وقد يكون الاشتباك بيين بيجاك والقوات الإيرانية قرب الحدود مع تركيا والذي أسفرعن مقتل ضابطين إيرانيين مؤشرًا على هذا التوجه. فإذا تحول هذا التوجه إلى جزء من السياسة الأمريكية سيكون لزامًا على حزب العمال الكردستاني وأذرعه (وحدات حماية الشعب، بيجاك)، أن يتقبل الدخول في مرحلة من التوتر- الصراع الخطير مع إيران- الأسد.
لكن لا يبدو من الممكن لخطة الولايات المتحدة في استخدام حزب العمال ضد إيران أن توقف وكلاء طهران (الأسد والحشد الشعبي). كما أن وحدات حماية الشعب مدينة لدعم نظام الأسد وإيران غير المباشر لها في إقامة الكانتونات شمال سوريا. ويبدو الاحتمال بعيد جدًّا في دخول حزب العمال- وحدات حماية الشعب، التي تعيش حالة حرب مع تركيا، في قتال مع إيران.
وحدات حماية الشعب ليست ذلك اللاعب القادر على تحمل كل هذه الأعباء رغم الدعم الأمريكي الكبير بالأسلحة. ولهذا يشعر ترامب أنه بحاجة لمراجعة جدية لسياستي استخدام وحدات الحماية وعزل إيران,  وإلا فإنهما ستبقيان ذكرى تخطيطات فاشلة لإدارته.
========================
كارنيغي الروسي: كيف يمكن لتركيا ضمان استتباب الأمن والاستقرار في ظل المخاطر التي تحدق بها؟
 
http://idraksy.net/how-can-turkey-ensure-security/
 
 نشر مركز “كارينغي الروسي للدراسات”، دراسة تحدّث فيها عن الشأن التركي في فترة ما بعد الاستفتاء الدستوري، الذي تباينت حوله آراء الخبراء والمحلّلين في مختلف دول العالم وليس في تركيا والشرق الأوسط فحسب. وقد اعتبر البعض أنّ الاستفتاء يقوض مبادئ الديمقراطية ويؤسس لقيام دولة ديكتاتورية جديدة بقيادة “أردوغان”، بينما نفى البعض الآخر هذه التحليلات واعتبر الاستفتاء بدايةً لمرحلةٍ جديدة في السياسة التركية. والجدير بالذكر، أنّ القيادة التركية تواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية، التي قد تمنح المعارضة فرصةً ولو ضئيلةً للفوز في انتخابات سنة 2019.
وفي السياق نفسه، وافق الشعب التركي في منتصف نيسان/ أبريل الماضي، على التعديلات الدستورية التي تفيد بتغيير شكل الحكم من برلمانيٍّ إلى رئاسيٍّ وما يترتّب عنه من منح الرئيس المزيد من الصلاحيات، فضلاً عن إلغاء منصب رئيس الوزراء، وغيرها من التعديلات الأخرى، التي ستدخل حيز التنفيذ مع فوز “رجب طيب أردوغان” في الانتخابات الرئاسية لسنة 2019.
طيلة السنوات الماضية، اجتهدت السلطات التركية في إقناع الأتراك بالتصويت لصالح التعديلات. وفي الوقت نفسه، واجهت السلطات التركية انتقادٍ إعلاميٍّ حادّ من العديد من الدول الأوروبية، بمن فيهم بعض أعداء أردوغان داخل تركيا وخارجها. وعلى الرغم من التحديات التي اعترضت طريقه، تمكّن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” من كسب ثقة شعبه والحصول على دعم أكثر من 51 بالمائة من الشعب التركي، ما كان كافياً لانتصاره في الاستفتاء. من جهة أخرى، لن يكون فوز أردوغان في الاستفتاء مجدياً حتى يتمكن من ضمان فترة استقرار تدوم حتى الانتخابات سنة 2019.
 
الأمن، والأكراد والاقتصاد
لم يكن لدى السلطات التركية الكثير من الوقت حتى تقنع كل الناخبين بالتصويت لصالح التعديلات، إذ أن ذلك لا يقتصر على المعارضة التركية فقط وإنما على المواطنين العاديين الذين كانت المشاكل الداخلية والخارجية أحد الأسباب التي منعتهم من التصويت لصالح أردوغان.
وفي سياقٍ متصل، لا يخفى على الجميع أنّ الأزمة السورية كان لها تأثيرٌ كبيرٌ على تركيا، وذلك من خلال أزمة اللاجئين (تقريباً ثلاثة ملايين سوريٍّ في تركيا) التي أثرت على المجتمع التركي، ناهيك عن مشكلة الأكراد الذين يلعبون دوراً في الحرب السورية، والذين تجمعهم مع تركيا علاقات عداوةٍ قديمة، فضلاً عن تنامي خطر الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط عموماً وفي تركيا بصفةٍ خاصة.
وعلى هذا الأساس، حتى تقنع السلطات التركية الجزء الرافض للتعديلات الدستورية بالتصويت لصالح أردوغان في انتخابات 2019، كان على الرئيس التركي أردوغان خوض العديد من التحديات، أهمها إثبات قدرته على حلّ المشاكل الأمنية آنذاك. وتجدر الإشارة إلى أنّ الحكومة التركية أكدت عشية الاستفتاء أنه عندما يكون الرئيس قوياً سيسهل حلّ القضايا الأمنية. وفي حين أنّ المشاكل الأمنية تعتبر أحد الأسباب التي أدت إلى عزوف نسبة من الشعب عن التصويت لصالح الاستفتاء، فإنّ الخوف من تزايد الهجمات دفع الشق الآخر من الشعب إلى التصويت لصالح التعديلات معتبرين بذلك أردوغان الشخص الوحيد القادر على السيطرة على الأوضاع.
وفي شأن ذي صلة، لا يعتبر معارضو التعديلات أنّ للإرهاب في بلادهم صلة بالحاجة لتغيير نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي. فبالنسبة للمعارضة، يعزى سبب تنامي الإرهاب على الأراضي التركية إلى النتائج العكسية لسياسة القيادة السورية المتهورة وغير المدروسة، فضلاً عن عدم قدرة دمشق على التفاوض مع الأكراد. وعندما خرجت الأمور عن نصابها وفقد النظام السوري السيطرة، تحتّم على القيادة التركية التصرف على مستوى السياسة الخارجية.
وفي هذا الصدد، ارتفع عدد الهجمات الإرهابية المنفذة في تركيا سنة 2015، حيث وقع هجومٌ انتحاريّ في مدينة سروج التركية في صيف سنة 2015. كما شهد مطار “صبيحة غوكتشين” في إسطنبول هجوماً إرهابيّاً في كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2015. وقبلها بعدّة أشهر، اهتزت العاصمة التركية أنقرة على خلفية هجومٍ إرهابيٍّ نفذه انتحاريّان استهدف محطة القطارات الرئيسية ما أسفر عن مقتل ما يقارب 100 شخصٍ، بالإضافة إلى العديد من الهجمات الإرهابية الأخرى التي جعلت سنة 2015 السنة الأصعب في تاريخ تركيا.
ومن هذا المنطلق، ليس من المستغرب أن يتفشى الخوف في صفوف الشعب التركي نظراً لأنّ الهجمات الإرهابية المنفذة في السنوات الأخيرة كانت على يد انتحاريّين وفي الأماكن العامة. وتعتبر كل القضايا الأمنية في تركيا وثيقة الصلة بالمسألة الكردية، التي مثلت مشكلةً كبيرةً لدى أنقرة منذ فترةٍ طويلةٍ، علماً بأن الأكراد يمثلون 20 بالمائة من سكان تركيا. وفي السياق نفسه، حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إيجاد حلٍّ مع الأكراد وعدم استخدام الأساليب العنيفة، لتنطلق بذلك عملية التسوية السلمية للقضية الكردية سنة 2012.
لكن، سرعان ما بدأت العلاقات التركية الكردية في التراجع، ففي سنة 2013 وعلى الرغم من سلسة الإصلاحات التي أحدثتها تركيا لتعزيز حقوق الأكراد، تدهورت العلاقات بين الطرفين. وعلى خلفية هذه المشاكل، لم يدم السلام طويلاً بين الطرفين ففي سنة 2015 اندلع صراعٌ جديد، وفي تموز/ يوليو من نفس السنة، أكّد حزب العمال الكردستاني أنّه لن يدعم الهدنة مع أنقرة.
ووفقاً لما ذُكر آنفاً، ليس من المستغرب أن تصوّت المناطق الكردية في تركيا ضد التعديلات الدستورية نظراً لموقف الأكراد السلبيّ تجاه السلطات الحالية التركية، فضلاً عن تنامي مشاعر القومية الكردية المعادية لتركيا. من جهة أخرى، يعتبر موقف أنقرة من أكراد سوريا سلبياً للغاية خاصةً وأنها تعتبرهم أحد فروع حزب العمال الكردستاني الذي تعاملت معه عسكرياً لتحول دون تعزيز نفوذه في الحرب السورية.
وفي الإطار نفسه، بدأت المشاكل الداخلية والخارجية تؤثر سلباً على الاقتصاد التركي، إذ أنّ عدم الاستقرار السياسي يخيف المستثمرين الأجانب، ويذكر أنّ حجم تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا منذ سنة 2016 بدأ ينخفض بصفةٍ غير مسبوقة، بسبب انعكاسات الهجمات الإرهابية. كما تدهور القطاع السياحي وشهدت تركيا انخفاض عدد السياح الأجانب، إلى جانب انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار.
 من، إذا لم يكن أردوغان؟
بعد الفوز في الاستفتاء، وعدت القيادة التركية أنصارها بإيجاد حلولٍ للمشاكل الداخلية والخارجية المتراكمة في المستقبل القريب، إلا أن تركيا لازالت تواجه العديد من التحديات. وفي هذا الصدد،  سيكون على تركيا أن تُحسّن الاستعداد للانتخابات الرئاسية سنة 2019 التي من شأنها أن تحدد مصير الدولة  في السنوات وحتى العقود القادمة.
وعلى الرغم من اعتبار البعض الاستفتاء بمثابة تحوّل النظام التركي لنظام دكتاتوريٍّ إلا أن الانتخابات القادمة تشير إلى عكس ذلك. فوفقاً لبعض الخبراء، بالنظر إلى المشاكل الداخلية والخارجية التي تواجهها القيادة التركية الحالية سيكون لدى المعارضة فرصة هامة للفوز في انتخابات سنة 2019. وعلى هذا الأساس، من الممكن القول أنّ أعداء أردوغان الاستراتيجيين يعملون على خلق المشاكل في تركيا لمنح المعارضة هذه الفرصة.
لكن السؤال المطروح هنا؛ هل يوجد بديلٌ حقيقيٌّ للرئيس التركي الحالي، “رجب طيب أردوغان”؟ وإذا وجد هذا البديل وتم انتخابه سنة 2019، فهل سيكون هذا البديل قادراً على الحفاظ على مكانة تركيا القوية في الشرق الأوسط وعلى الساحة السياسية الدولية؟ وهل سيكون بمقدور ذلك البديل مجابهة التحديات الكبيرة التي تشهدها تركيا في الوقت الراهن؟
في الحقيقية، تمكن الرئيس التركي الحالي من إثبات نفسه كقائدٍ قويٍّ ومؤثرٍ في الساحة السياسية الدولية والإقليمية منذ توليه الحكم. وبعبارة أخرى، إن دلّ هذا على شيء فهو يدلّ على أنه من الصعب إيجاد شخصيةٍ سياسيةٍ قادرةٍ على توحيد صفوف الشعب التركي مثل أردوغان. فبالإضافة إلى شخصيته القوية والكاريزما التي تميزه عن غيره من الساسة، تمكن أردوغان من التأثير في الشعب التركي بل وحتى في الشعب العربي الإسلاميّ بفضل حنكته السياسية. وبغض النظر عما إذا كان هناك فعلاً شخصيةً سياسيةً بإمكانها مجاراة أردوغان، فسيتحتم على المرشح الجديد لرئاسة تركيا إقناع مؤيدي حزب العدالة والتنمية بالتصويت له، وهذا بطبيعة الحال سيكون مستحيلا.
 وعلى الرغم من كل ما ذُكر آنفاً، فإن عامين ونصف قبل الانتخابات الرئاسية في تركيا لا يمكن أن تجزم إن كان الرئيس أردوغان هو الرئيس القادم لتركيا أم لا، علماً وأن نتائج الاستفتاء كانت لصالح “رجب طيب أردوغان” وهي خير دليلٍ على ثقة الشعب التركي فيه. وفي الوقت الراهن، يشهد المجتمع التركي العديد من الانقسامات فيما يخص آراءهم حيال ما يحدث في البلاد، وبالتالي يبدو جلياً أنّ نتائج الانتخابات لسنة 2019 تعتمد على العديد من العوامل الداخلية والخارجية، لعل أبرزها؛ مدى تطور القضية السورية، ومدى قدرة أردوغان وحزب العدالة والتنمية على مواجهة التهديدات القادمة من الخارج التي تترصد تركيا.
المصدر: المركز الروسي للدراسات كارينغي
الكاتب: إكاتيرينا شولكوفسكايا
========================
 
الصحافة البريطانية :
 
أويل برايس :تقسيم سوريا.. ما بين النفط والغاز والسلام
 
http://altagreer.com/تقسيم-سوريا-ما-بين-النفط-والغاز-والسلا/
 
أويل برايس – التقرير
حلت الذكرى 101 لاتفاق سايكس بيكو، وفي ضوء الحرب الأهلية السورية التي لا تتوقف، حان الوقت أن نسأل: كيف يمكن تسوية تلك الحرب؟
شكّل اتفاق سايكس بيكو المجالين البريطاني والفرنسي للنفوذ في الشرق الأوسط رسميًا، وأفسح المجال للانتداب الفرنسي لسوريا ولبنان، والذي استمر بين عامي 1923 و1946. عام 1936، قدم علي سليمان الأسد، جد الرئيس السوري بشار الأسد وغيره من العلويين، التماسًا للرئيس الفرنسي ليون بلوم في محاولة للبقاء تحت الحماية الفرنسية: “تنبع جذور روح الكراهية والتعصب في قلب العرب المسلمين تجاه كل ما هو غير مسلم، وتغذيها إلى الأبد روح الدين الإسلامي. ليس هناك أمل في أن يتغير الوضع. إذا ألغيت الولاية، فالأقليات في سوريا ستتعرض لخطر الموت والإبادة”.
جاءت أفكار الأسد في الوقت المناسب، في ضوء اقتراح من جمشيد وكارول تشوكسي من جامعة إنديانا من أجل “خطة تقسيم محايدة” لسوريا. من شأن الاقتراح أن يُكمل وقف إطلاق النار، مع التقسيم على أسس عرقية (مع ما يصاحبه من عمليات نقل السكان)، ولا دور لروسيا وإيران وتركيا الذين تصرفوا كمحاربين.
معظم العرب السنة سيحصلون على المحافظات في الوسط والشمال، والأكراد سيأخذون الشمال الشرقي، والعلويون والشيعة سيحافظون على المقاطعات الساحلية المتوسطة، والمسيحيون، والدروز، واليهود من الجنوب الغربي والجنوب، والإيزيديون سيحصلون على جيب على الحدود السورية العراقية.
يعترف الاقتراح بأن الطوائف السورية المتعددة لم تكن “مترابطة بالعلمانية والتسامح”، وأن القتال الذي لا يقف منذ عام 2011 زاد حدة الطائفية العرقية. تضمن المناطق المتمتعة بالحكم الذاتي مقياسًا لأمن الأقليات من المسيحيين واليهود والدروز والإيزيديين، الذين تعاونوا مع نظام الأسد للحماية، والذين يريدون الهروب من العقاب السُني.
على المجتمع الدولي أن ينظر بجدية في مقترح لإقامة دول عرقية مستقلة أو مناطق مستقلة، وأن يغتنم هذه الفرصة؛ لتجنب تكرار الطابع الطائفي للدستور العراقي، الذي أشار العراقيون إلى أنهم لم يصيغوه. هذا يتعارض مع الغرب، التي “تحتفل بالتنوع”، لكنها كانت تتعامل، دون جدوى في كثير من الأحيان، مع سلالات اشترتها الهجرة غير المنضبطة من أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
هناك أربعة عوامل من شأنها أن تمنع المفاوضين من ترتيب الحكم الذاتي العرقي، وهم النفط، الغاز الطبيعي في منطقة حوض المشرق العربي، واثنين من المقترحات المتنافسة لخطوط أنابيب الغاز الطبيعي التي تعبر سوريا، ممر النقل الإيراني عبر سوريا، حيث تحتاج إيران إلى دعم نظام الأسد وحليفه اللبناني حزب الله، واللاجئين السوريين والمشردين داخليًا.
- تشير تقديرات المسح الجيولوجي الأمريكية أن هناك مواردًا محتملة يمكن استردادها من “1.7 بليون برميل من النفط و122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي” في منطقة حوض المشرق، وهي خارج إسرائيل، قطاع غزة، لبنان، وسوريا . تطور إسرائيل حقولها وأصبحت مصدرًا للطاقة. من المحتمل أن يحصل لبنان على مكافأة مماثلة، ومرر تشريعًا يحكم التنقيب عن النفط والغاز، إلا أن التنمية تعطلت، حيث يتنازع لبنان واسرائيل على مساحة تبلغ 300 متر مربع تطالب كلتا الدولتين ضمهما لمناطقهما الاقتصادية الخالصة.
لن يكون آمنًا تطوير البترول في مياه غزة، حتى يُبرم الإسرائيليون والعرب اتفاق سلام، ويتبنى الفلسطينيون إجراءات شفافية صارمة بسبب فساد السلطة الفلسطينية. لدى سوريا احتياطيات نفطية محدودة في محافظة دير الزور الشرقية، التي كانت مُنتجة قبل الحرب الأهلية. استفاد نظام الأسد وداعش من تهريب النفط إلى تركيا.
من المرجح أن تطالب المناطق العرقية ذاتية الحكم بحصة من عائدات النفط والغاز من الحقول البحرية في المقاطعتين اللتين يسيطر عليهما العلويون والشيعة، قبل أن يوافقوا على وقف إطلاق النار والتقسيم. قد يكون الحل هو تشكيل شركة تشغيل تتسم بالشفافية، كأساس لميثاقها المؤسسي أو تمنحها هيكل حوكمة تسترشد به مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية.
سيكون من المهم تتبع الأموال؛ لأنها ستكون ضرورية لإعادة الإعمار، التي تقدر تكلفتها بما لا يقل عن 180 بليون دولار. لدى روسيا وإيران ما يكفي من المال لتعطيل سوريا، لكن ليس لإعادة بناءها. تركز الولايات المتحدة على المخاوف الداخلية. إذا لم تتدخل أمريكا، فلن تفعل أوروبا أبدًا.
تريد تركيا قطعة من الكعكة، لكن لا أحد سيحشد جهود إعادة حكم الباشا السلطوي. لدى دول الخليج النقد، لكنها تفتقر إلى مهارات إدارة العقود للإشراف على إعادة البناء. قد ترغب الصين في إدراج سوريا في حزام واحد مع شبكة النقل البري، لكن فقط إذا حصلت على ضمانات الأمن والموارد الطبيعية.
- سيكون تنافس خطوط أنابيب الغاز الطبيعي التي تعبر سوريا أمرًا حيويًا. عام 2009، اقترحت قطر على سوريا توجيه خط أنابيب الغاز الطبيعي، الذي يبلغ طوله 1500 ميل، إلى أوروبا عبر محافظة حلب السورية. كانت قطر ترغب في أنبوب لنقل الغاز إلى أوروبا، حيث اقتصرت وسائل نقل الغاز على ناقلة الغاز الطبيعي، ومعظمها إلى آسيا، مع شحنات محدودة إلى أوروبا، أو خط أنابيب دولفين إلى الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.
رفضت سوريا عرض قطر. عام 2011، وافقت سوريا وإيران والعراق على بناء خط أنابيب لربط حقل غاز بارس الجنوبي بجنوب إيران إلى أوروبا. سيتدفق خط الأنابيب من عسلوية وإيران إلى أوروبا، عبر إيران وسوريا ولبنان، مع سوريا كمركز للتجميع والإنتاج.
ماتت المشاريع، لكن النعي لم يُنشر. الخطر السياسي يكاد يكون سيئًا، حيث سيتعين التفاوض على عمليات نقل خطوط الأنابيب مع مجموعات وطنية مؤقتة، وربما حكومة سورية باقية مع قدرتها المؤسسية المتبقية.
لكن المشاريع ليست عديمة الفائدة، بل لديها فائدة سياسية. يمكن لمقدميها – إيران وقطر – التلاعب بالقتال، والحفاظ على أحلام السياسيين وأرباب الحرب في العبور على قيد الحياة بقولهم “عندما يحين الوقت”.
3- الممر السوري الإيراني. قامت إيران ببناء ممر عبر سوريا لدعم نظام الأسد وحليفه اللبناني حزب الله. كان الطريق في الأصل يعبر الحدود السورية التركية، قبل أن يتجه جنوبًا إلى حمص واللاذقية. ردًا على بناء القوات الأمريكية في الشمال الشرقي، حوّلت إيران الطريق على بعد 140 ميل إلى الجنوب، معظمها عبر محافظتي حمص ودير الزور، التي ستسيطر عليها السُنة في التقسيم الذي تُجرى دراسته.
بموجب تقسيم خسارة الممر عبر الأراضي السُنية، سيكون نكسة استراتيجية لطهران، حيث سيتعين عليها الاعتماد على شحنات المحيطات، التي تم اعتراض العديد منها، والشحنات الجوية، وهي مُكلفة وتحد من حجم البضائع. بالإضافة إلى ذلك، فزيادة استخدام الخطوط الجوية الإيرانية لدعم الأسد وحزب الله سيعرضهم لعقوبات غربية متزايدة – وقد يُجمد الصفقات مع بوينج وأيرباص – في الوقت الذي تحاول فيه إيران الاندماج مع الاقتصاد العالمي.
4 – المسألة الأخيرة هي اللاجئون السوريون والمشردون داخليًا. هناك ما يقرب من خمسة ملايين لاجئ سوري مُسجل في تركيا، لبنان، الأردن والعراق. لدى تركيا أكبر مجموعة من اللاجئين، بما يقرب من ثلاثة ملايين، لكن لديها أيضا أكثر الاقتصادات نموًا وقدرة على استضافتهم، في الوقت الراهن. تستضيف الأردن أكثر من 650 ألف لاجئ، فيما تستضيف لبنان أكثر من مليون، أي أكثر من 20٪ من السكان الأصليين البالغ عددهم 4.5 مليون نسمة.
يستضيف العراق أكثر من 200 ألف لاجئ، وجميعهم في المناطق التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان. هناك ستة ملايين نازح داخليًا، العديد منهم بسبب العمليات القتالية. قد تؤدي زيادة النشاط العسكري من قِبل الولايات المتحدة، والتشريد القسري المزعوم للمدنيين من قِبل الوكلاء الأمريكيين، إلى زرع بذور المشاكل في المستقبل.
الأردن ولبنان أقل قدرة ماليًا على استضافة اللاجئين إلى أجل غير مسمى، ولديهما أضعف أعمال التوازن العرقي، ويفتقران إلى المال اللازم لدرأ الخلافات، لذا ينبغي أن تكون الأولوية إعادة السوريين من الأردن ولبنان. لكن إعادتهم إلى أين؟ قد يكون الإغراء الوحيد حصة من عائدات النفط والغاز، المخصصة للدول العرقية المستقلة أو المناطق المستقلة. بالنظر إلى ذلك، لن تهتم لبنان والأردن بالتأخيرات أو الأعذار.
القائمة السابقة ليست شاملة. فالمشاكل المحتملة الأخرى هي:
– وضع مرتفعات الجولان. إذا سقطت سوريا، هل ستضم إسرائيل الجولان وتحصل عليها؟
– استيعاب الدول العرقية / المناطق المتمتعة بالحكم الذاتي من قِبل الدول المجاورة. لن تحب تركيا مقاطعة كردية سورية شبه مستقلة. في العراق، هل ستؤدي كردستان عراقية كبرى إلى مطالبة الأكراد بنصيب أكبر من النفط والمقاعد في مجلس النواب؟
– تتحكم روسيا بمجريات الأمور، وستجعل الأمر صعبًا، على الأرض وفي مجلس الأمن الدولي، ما لم تؤمن قواعد بحرية وجوية في “الكيان العلوي”، فيما يشارك بطلها الوطني غازبروم وروسنيفت في تطوير حوض الشام.
كلمة “لم يسبق لها مثيل” ألقيت حول الكثير في سوريا. قد يكون الوقت قد حان لتطبيق هذا التفكير على تقسيم سوريا. سيكون الإعداد الافتراضي للمجتمع الدولي هو محاولة تصحيح سوريا القديمة معًا في حدود معترف بها دوليًا، لكن هذا العمل لصالح البيروقراطيين ووكالات المعونة ومقاوليهم. ستمنح خطة التقسيم المحايدة لسوريا كل جماعة إثنية أو طائفية منطقة تحت سيطرتها.
هل يجب رتق سوريا معًا؟ ربما، لكن هذا سؤال للسوريين ولن يتم تقديم الجواب في هذه الدورة السياسية. إعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية الأمريكية استغرق 12 عامًا، من 1865 إلى 1877، وكان ذلك لقتال بين الناس من نفس المجموعة العرقية والدين، الذين لم يكونوا مصممين على إبادة بعضهم البعض. في سوريا، سيتخذ الأحفاد القرار النهائي بشأن الوحدة.
========================
التايمز: هجمات في الغرب ردا على هزائم داعش بسوريا والعراق
 
http://www.elnashra.com/news/show/1109044/التايمز-هجمات-الغرب-ردا-على-هزائم-داعش-بسوريا-والع
الأربعاء 07 حزيران 2017   09:20النشرة الدولية
اشارت صحيفة "التايمز" إلى أنه "قبل بدء معركة استعادة الموصل والرقة الشهر الماضي، أصدر أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي السابق لتنظيم داعش آخر رسالة له قبل مقتله توصي عناصره بشن هجمات في الغرب، وتنبأ العدناني في هذه الرسالة بنهاية دولة الخلافة راسماً خطة بديلة للتنظيم، مناشداً عناصره بأن القيام بأصغر العمليات في الغرب يضاهي بمكانته أكبر العمليات التي يمكن تنفذيها في المنطقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "تنظيم الدولة خسر في مدينة سرت الليبية ، وتقهقرت عناصره إلى الصحراء وأن سوريا والعراق سيبقيان منطقتين متخبطتين لفترة طويلة بعدما يخسر التنظيم كامل سيطرته هناك"، موضحة أن "داعش لطالما أقدم على شن هجمات واسعة النطاق في الغرب عندما يكون هناك تهديد بخسارة الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا أو العراق".
ورأت الصحيفة أن "داعش خسر قاعدة أساسية في تشرين الأول  في بلدة دابق التي شهدت معركة مرج دابق الشهيرة والتي أعطوا مجلتهم الاسم نفسه، ثم غيرها إلى روما"، لافتة إلى أن "هذه المجلة صدرت تعليمات لعناصر التنظيم بشن هجمات على المدنيين بالسيارات والسكاكين في الدول الغربية".
========================
التلغراف: صيدنايا.. أسوأ السجون السورية، والذي تملؤه رائحة حرق الجثث
 
http://www.all4syria.info/Archive/416721
 
التلغراف: ترجمة السوري الجديد
إن الشيء الذي ما يزال عالقاً في ذهن “عمر الشغري” في الأعوام التي تلت إطلاق سراحه من أكثر السجون السورية شهرة، كان رائحة اللحم المحترق.
ويسترجع الشاب البالغ من العمر (21عاماً) إحدى أمسيات أواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول من عام 2014، لكنه ليس متأكداً من التوقيت بالضبطـ، ذلك أنه كان يجد صعوبة في تحديد الوقت في زنزانته البغيضة والمظلمة.
وقال الشغري: “كان هناك حريق كبير ذلك اليوم، إلا أن رائحته لم تكن كرائحة حريق عادي. أخبرنا السجّانون أنه عطل كهربائي، لكن لم يكن هناك كهرباء في معظم أجزاء السجن ما دفعنا للشك في ذلك”.
وقد أخبر صحيفة “التلغراف” من السويد، حيث يطلب اللجوء، أن الرائحة كانت نفّاذة كاحتراق لحم وشعر بشري.
وأضاف: “كانت هناك الكثير من الجثث كل أسبوع، أكثر من أن يتمكّنوا من التخلص منها بصورة عادية؛ لذا اعتقَد أنهم كانوا يرسلون تلك الجثث إلى المحرقة”.
لكن الشغري احتفظ بشكوكه طوال تلك الأعوام ويبدو أنه لم يتأكد منها حتى الشهر الماضي.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن النظام السوري يحرق جثث آلاف القتلى من السجناء في سجن صيدنايا، وهو منشأة تقع خارج دمشق، في محاولة منه لتغطية حجم عمليات القتل التي ينفّذّها والتخلّص من الأدلة التي يمكن استخدامها لمقاضاة مرتكبي جرائم الحرب.
وقد شبّه بعض المسؤولين ذلك بمحرقة اليهود في ألمانيا النازية.
كما قالت “نيكي هالي”، السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة: “إن محاولة تغطية عمليات القتل الجماعي في محرقة “بشار” الأسد تذكّرنا بأسوأ الجرائم التي ارتُكِبَت ضد البشرية في القرن العشرين”.
وتعتقد الخارجية الأمريكية أن المحرقة بُنيَت داخل مُجمّع السجن مطلع العام 2013.
كما نشرت الخارجية صوراً للأقمار الصناعية أظهرت أبنية تغطيها الثلوج باستثناء واحد منها، ما يشير إلى وجود مصدر حراري داخلي كبير. وقال “ستورات جونز”، مساعد وزير الخارجية الأمريكي: “قد يتوافق ذلك مع وجود محرقة”.
وأضاف مسؤولون أن وجود مدخنة، والتي تبدو مثل جدار حراري، ومدخل الهواء؛ كل ذلك يشير إلى مكان تُحرَق فيه الجثث.
بيد أن الحكومة السورية قد دحضت تلك المزاعم، موضّحة أن التخلّص من الجثث بتلك الطريقة سيكون تصرّفاً “غير إسلامي”.
إذ يُعَدّ الحرق “حراماً” وهو محظور في الإسلام؛ فالتعاليم الإسلامية فيما يخص الميّت تتطلّب أن يتم غسل الجثة وتكفينها والصلاة عليها ومن ثم دفنها تحت التراب ويستطيع بعدها أقاربها زيارتها. كما تُعَدُّ أي معاملة أخرى، بما فيها الحرق، خطيئة تنمُّ على عدم الاحترام.
أقوال بعض قادة العالم عن نظام الأسد في سوريا
تيريزا ماي: “إن نظام الأسد هو من يرتكب الأعمال الوحشية التي ظهرت ضد المدنيين في سوريا، ولا ينبغي لأحد أن ينسى هذا”.
باراك أوباما: “عندما يقوم دكتاتور بقتل عشرات الآلاف من شعبه، فإن ذلك ليس مجرد قضية شؤون داخلية لدولة ما”.
دونالد ترامب: “الأسد سيء، وربما تكون المعارضة أسوأ”.
فلاديمير بوتين: “إنه لخطأ فادح أن نرفض التعاون مع الحكومة السورية وقوّاتها المسلحة التي تحارب الإرهاب بشراسة”.
فرانسوا أولاند: “لا يمكن لك أن تجمع الضحايا مع الذين يقتلونهم. إن الأسد هو أساس المشكلة، ولا يمكن له أن يكون جزءاً من الحل”.
وقد سُمّي سجن صيدنايا بـ “المسلخ البشري”، الذي يكون فيه التعذيب والحرمان والازدحام على أشده إلى درجة دفعت بالأمم المتحدة إلى القول بأنه يصل إلى مستوى “الإبادة”.
ومنذ اندلاع الثورة السورية ضد بشار الأسد عام 2011، اختفى الآلاف داخل جدران هذا السجن.
ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، توفّي أكثر من 17 ألف شخص في المعتقل في جميع أنحاء البلاد بين مارس/ آذار عام 2011 وديسمبر/ كانون الأول 2015، إلا أن العدد الكبير من المفقودين ومجهولي المصير يدلّ على أن الأرقام الحقيقية أعلى على الأرجح.
كان عمر الشغري يبلغ من العمر (17عاماً) عندما تم اعتقاله من منزله في مدينة طرطوس السورية الساحلية في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2012. وكان السبب مشاركته بمظاهرات ضد الحكومة السورية، لكنه يظن بأن الأجهزة الأمنية انتقته نظراً لاسمه السني المسلم.
أمضى بعدها الأعوام الثلاثة في 10 سجون مختلفة، كما أمضى 10 أشهر منها في صيدنايا في زنزانة بطول 7 أقدام وعرض 7 أقدام، مع ما يصل إلى 11 شخصاً آخر.
لم يكن الشغري ليتمكن سوى من رؤية بعض ما يحيط به، ذلك أنه لم تكن هناك نوافذ، وإنما بعض الشموع التي تضيء الممر.
علاوةً على ذلك، لم يكن يُسمَح لهم بمخاطبة السجّانين مباشرة ولا حتى النظر في أعينهم.
تعرّض الشغري للضرب مرات لا تُحصى، إلا أنه رأى آخرين يُعذّبون أسوأ منه بكثير. وقال إنه في بعض الأحيان كان الحرّاس يأمرون السجناء بقتل بعضهم البعض، وإن رفضوا كانوا يهدّدونهم بقتل أفراد أسرتهم المحتجزين في السجن بدلاً  ذلك.
وفي إحدى المرات أمضى محدثّنا 10 أيام دون طعام أو ماء، وقال بأن آخرين بلغوا حدّاً من اليأس جعلهم يشربون بولهم.
وبحلول الوقت الذي أُطلِق فيه سراحه في شهر يونيو/ حزيران من عام 2015، كان يبلغ من الوزن بضعة كيلو غرامات فقط بالإضافة إلى أنه فقد شعره.
وذكر الشغري، وعدد من السجناء السابقين غيره ممن تحدثت إليهم صحيفة التلغراف، ذكروا رؤية عشرات الجثث أثناء مدة اعتقالهم، وكان بعض أولئك قد قضى من الجوع أو التعذيب الشديد أو المرض.
وقال أحدهم، والذي استخدم اسم “أبو خالد” ليخفي هويته، قال إنه يتذكّر ربيع عام 2013 عندما طُلِب منه التخلّص من 15 جثة.
ويتابع أبو خالد البالغ من العمر (43عاماً) من مدينة حماة والذي اعتُقِل عام 2012: “قبل أن يأخذوني والمعتقلين الآخرين إلى صيدنايا، طلب منا أحد عناصر الشرطة المساعدة في وضع الجثث في أكياس بلاستيكية”.
وأضاف: “وصلنا تشرين – مستشفى عسكري بالقرب من دمشق- وبلغ مجموعنا 17 شخصاً طلباً للعلاج في ذلك اليوم، لكن لم ينجُ منّا سوى 2. كنا  قد أُصبنا جميعاً بهذه العدوى في المعدة، غير أن معظم الآخرين لم يتمكّنوا من النجاة بسبب الجروح الناجمة عن التعذيب الذي تعرّضوا له”. ويعتقد أبو خالد أن الجثث أُخِذَت فيما بعد إلى المحرقة.
كما قال إنّ عدد الوفيات داخل السجون السورية بدأ بالارتفاع في عام 2013، عندما بدأ النظام بشن حملات اعتقال واسعة النطاق ضد نشطاء المعارضة وكل شخص يرى أنه متعاطف مع الثورة.
ونقل تقرير صادر عن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة العام الماضي عن أحد المنشقّين عن وكالة المخابرات قوله بأن الضباط أمروا باعتقال المتظاهرين من الذكور بين ال 16 وال 40 من العمر.
كما قال الكثير من المعتقلين السابقين أنه لم يخرج من سجن صيدنايا أحد حيّ ليدلي بشهادته منذ عام 2013 سوى عدد قليل.
أما “أحمد الأحمد، وهو طيار سابق في القوات الجويّة السورية من حلب انشقّ عن النظام وأمضى 13 عاماً في السجن قبل أن يُطلَق سراحه عام 2011، فقال: “يمكن لك أن تعدّ الأشخاص الذين خرجوا أحياء منذ ذلك الوقت على أصابع يدك الواحدة”.
ويضيف: “بالنسبة لأولئك الذين اشتُّموا رائحة المحرقة أو شهدوا أي شيء على علاقة بها، فإن معظمهم على الأرجح ما يزالون في الحبس الإنفرادي ينتظرون إعدامهم. بل من المحتمل أنهم قد ماتوا منذ وقت طويل، وماتت الحقيقة معهم”.
وربما يكون جبل الوثائق المتراكمة على جرائم نظام الأسد خلال الحرب المستمرة منذ 6 أعوام أكبر من أي مثيل له في أي صراع سبقه.
ومع ذلك ما يزال الجناة طلقاء وما من طريقة واضحة لتقديم الأدلة أمام المحكمة.
ويسعى السيد أحمد إلى تشكيل اتحاد لسجناء صيدنايا السابقين ليتمكّنوا من خلاله من تبادل أية معلومة يمتلكونها حول الجرائم المحتملة ضد الإنسانية مما شهدوه.
وقال في ذلك: “آمل أن يفضي هذا إلى شكل من أشكال العقوبة”، إلا أنه ليس متفائلاً.
========================
بروجيكت سنديكيت :حرب الأيام الستة في الخمسين
 
http://www.alghad.com/articles/1655332-حرب-الأيام-الستة-في-الخمسين
 
ريتشارد هاس*
نيويورك - يشهد العالم الآن الذكرى السنوية الخمسين لحرب حزيران (يونيو) 1967 التي وقعت بين إسرائيل ومصر والأردن وسورية، وهو الصراع الذي ما تزال آثاره باقية في منطقة يتسم تاريخها المعاصر بالعنف إلى حد كبير. وعلى الرغم من أن تلك الحرب دامت لأقل من أسبوع فقط، فإن إرثها ما يزال واضحا وقويا بعد مرور نصف قرن من الزمن.
اندلعت الحرب ذاتها بفعل ضربة إسرائيلية استباقية استهدفت القوات الجوية المصرية، رداً على القرار الذي اتخذته مصر بطرد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من غزة وشبه جزيرة سيناء وإغلاق مضيق تيران أمام سفن الشحن الإسرائيلية. ومع أن إسرائيل كانت صاحبة الضربة الأولى، فإن أغلب المراقبين ينظرون إلى ما فعلته بوصفه عملا مشروعا من أعمال الدفاع عن النفس ضد تهديد وشيك.
لم تكن إسرائيل تعتزم القتال على أكثر من جبهة، ولكن الحرب سرعان ما توسعت عندما دخلت كل من الأردن وسورية دائرة الصراع من أجل مؤازرة مِصر. وكان ذلك قراراً مكلفاً للدول العربية. فبعد ستة أيام فقط من القتال، سيطرت إسرائيل على شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، ومرتفعات الجولان، والضفة الغربية، والقدس بالكامل. وأصبحت إسرائيل الجديدة أكبر بثلاثة أضعاف من إسرائيل القديمة، ويُذَكِّرُنا ما حدث على نحو غريب بسفر التكوين: ستة أيام من الجهد المكثف يليها يوم من الراحة، وهو في حالتنا هذه يوم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار.
وضعت المعركة التي دارت رحاها من جانب واحد حدا لفكرة (أو حلم عند بعض الناس) أن إسرائيل يمكن القضاء عليها. وجعل انتصار 1967 إسرائيل دولة دائمة على نحو لم تنجح حرب 1948 أو حرب 1956 في تحقيقه. فأخيراً، اكتسبت الدولة الجديدة درجة من العمق الاستراتيجي. واضطر أغلب القادة العرب إلى تحويل هدفهم الاستراتيجي من إزالة إسرائيل من على وجه الأرض إلى إعادتها إلى حدود ما قبل العام 1967.
غير أن حرب الأيام الستة لم تُفض إلى سلام، ولو حتى إلى سلام جزئي. بل كان لزاما على السلام أن ينتظر حتى اندلاع حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973، والتي مهدت الساحة لاحقاً لإبرام اتفاقات كامب ديفيد ومعاهدة السلام بين إسرائيل ومِصر. وقد خرج الجانب العربي من هذا الصراع اللاحق وقد استرد شرفه؛ وخرجت منه إسرائيل وقد نالها العقاب والتأنيب. ويبرز هنا درس مهم: لا تقود النتائج العسكرية الحاسمة بالضرورة إلى نتائج سياسية حاسمة، ناهيك عن السلام.
غير أن حرب الأيام الستة أفسحت المجال للدبلوماسية، أو القرار رقم 242 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقد دعا ذلك القرار الذي حظي بالموافقة في تشرين الثاني (نوفمبر) 1967 إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في الصراع الأخير -ولكنه ثبت أيضاً حقها في الحياة ضمن حدود آمنة ومعترف بها. وكان القرار حالة كلاسيكية من الغموض الخَلّاق. فقد قرأه أناس مختلفون على أنه يعني أشياء مختلفة. وهو ما من شأنه أن يسهل تبني القرار، ولكنه يزيد من صعوبة العمل على تنفيذه.
ليس من المستغرب بالتالي أن يظل السلام غائبا بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على الرغم من عدد لا حصر له من التعهدات الدبلوماسية التي بذلتها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، والأمم المتحدة، وأطراف الصراع أنفسهم. وإحقاقا للحق، لا يمكننا إلقاء اللوم على القرار 242 في التسبب بالحالة التي آلت إليها الأمور حاليا. فالسلام لا يأتي إلا حينما يصبح الصراع جاهزا للحل، وهو ما يحدث عندما يكون زعماء الأطراف الرئيسية مستعدين وقادرين على تقبل التسوية والحلول الوسط. وإذا غاب هذا الشرط، فلن يكون أي قدر من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها أطراف خارجية حسنة النوايا كافيا للتعويض عن غيابه.
غير أن حرب 1967 خلفت على الرغم من ذلك تأثيرا هائلا. فقد اكتسب الفلسطينيون هوية وبروزا دوليا لم يتسن لهم الحصول عليه عندما كان أغلبهم يعيشون تحت الحكم المصري أو الأردني. ولكن ما عجز الفلسطينيون عن تحقيقه كان الإجماع بين بعضهم بعضا في ما يتعلق بقبول إسرائيل، وإذا قبلوا بها، فما هو الذي يمكنهم أن يتخلوا عنه لكي تصبح لهم دولة خاصة بهم.
ربما يتفق الإسرائيليون على بعض الأمور. فقد أيدت أغلبيتهم إعادة سيناء إلى مِصر. وكانت حكومات متباينة على استعداد لإعادة مرتفعات الجولان إلى سورية بموجب شروط لم يتم الوفاء بها قط قَط. كما انسحبت إسرائيل بقرار أحادي من غزة ووقعت معاهدة سلام مع الأردن. وكان هناك أيضا اتفاق واسع النطاق على أن القدس ينبغي أن تظل موحدة وفي يد إسرائيل.
ولكن الاتفاق توقف عندما تعلق الأمر بالضفة الغربية. إذ يرى بعض الإسرائيليين أن هذه الأرض كانت وسيلة لتحقيق غاية، ومن الممكن إبدالها بسلام آمن مع دولة فلسطينية مسؤولة. ويرى آخرون أنها كانت غاية في حد ذاتها، لأجل استيطانها والاحتفاظ بها.
لكن هذا لا يعني غياباً كاملاً للتقدم الدبلوماسي منذ العام 1967. فقد أدرك كثيرون من الإسرائيليين والفلسطينيين الواقع المتمثل في وجود الطرف الآخر والحاجة إلى شكل ما من أشكال تقسيم الأرض إلى دولتين. ولكن، لا يبدي أي من الطرفين في الوقت الراهن الاستعداد لحل ما يفصل بينهما من قضايا. وقد دفع كل من الجانبين، وما يزال يدفع، ثمن هذا الإعراض.
فإلى جانب الخسائر المادية والاقتصادية، يظل الفلسطينيون يفتقرون إلى دولة خاصة بهم والتحكم في حياتهم. ومن الواضح أن هدف إسرائيل المتمثل في إنشاء دولة يهودية ديمقراطية آمنة ومزدهرة يظل مهدداً بفِعل الاحتلال المفتوح والواقع الديموغرافي المتطور.
في الوقت نفسه، تحركت المنطقة والعالَم في الأغلب إلى الأمام، وأصبح جُل الاهتمام منصبا على روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية. وحتى إذا حَلّ السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فلن يُفضي هذا إلى السلام في سورية، أو العراق، أو اليمن، أو ليبيا. فبعد مرور خمسين عاماً منذ اندلعت حرب دارت رحاها ستة أيام، بات غياب السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين جزءا من وضع راهن معيب أصبح مقبولاً ومتوقعاً في نظر كثيرين.
 
*رئيس مجلس العلاقات الخارجية، عمل سابقا مديرا لتخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية من 2001 إلى 2003، وكان مبعوث الرئيس جورج دبليو بوش الخاص إلى ايرلندا الشمالية ومنسقا لـ"مستقبل أفغانستان". وهو مؤلف كتاب "عالم في فوضى: السياسة الخارجية الأميركية وأزمة النظام القديم".
*خاص بـ "الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
========================